jeudi 7 mars 2013

وصايا نبوية وصية الحبيب لخليله


الأسرة المسلمة هي نواة المجتمع الإسلامي وكيانه وهي ركيزة تقدمه وأساس بنيانه، وبصلاح الأسرة واستقامة أفرادها يصلح المجتمع الإسلامي ككل في دنياه وفى أُخراه.
ولكي نصل إلى هذا الإصلاح والنجاح داخل الآسرة لابد لنا من منهج قويم وتخطيط سليم وقدوة حسنة، ونموذج أخلاقي نهتدي بهديه ونتبع منهجه.
ورسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وهديه هو طوق النجاة في هذه الدنيا لكل أسرة مسلمة وكيف لا وهو القائل «تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا... «كتاب الله وسنتي».
والمتتبع لأحاديث رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم الله يجد أن مفرداتها كلمات ولكنها ليست كالكلمات إنها كلمات مضيئة يستنير بها القلب، وتنشرح لها النفس، وفيها منهج الحياة كي نسير فيها على ما يرضي الله سبحانه وتعالى.
فعن أبي هُريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث: بصيام ثلاث أيام من كل شهر، وركعتي الضُحى، وأن أوتر قبل أن أنام» (رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي).
وفي وصية النبي الكريم للصحابي الجليل أبي هُريرة نجده يقول لنا خير الوصية العظيمة التي إذا اتبعناها وكنا من منفذيها كنا من أهل الخير والنجاح والفلاح وحُشرنا يوم القيامة مع الأبرار الذين يقول الله تعالى عنهم في كتابه الكريم: « وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ
وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقاً ، النساء 69، ولن ننال هذه الدرجة إلا بطاعتنا لرسولنا الكريم الذي قال الله تعالى في حقه « وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى «٣ » إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى (5) (النجم)
فأما الصيام فهو رياضة الروح وتربية النفس وعنه يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: «من صام يوماً في سبيل الله زحزح الله وجهه عن النار سبعين خريفاً».
وأما صيام الثلاثة أيام من كل شهر فقد اعتبرها رسول الله بمثابة صيام للدهر ففي حديث آخر يقول رسولنا الكريم: «من صام ثلاثة أيام من كل شهر فقد صام الدهر كله».
وأما عن الوصية الثانية وهي صلاة الضحى فقد رويت في فضلها أحاديث كثيرة منها:
عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنه قال: «يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة ؛ فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى». أخرجه مسلم.
عن أبي الدرداء وأبي ذر، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن الله عز وجل؛ أنه قال: «ابن آدم اركع لي من أول النهار أربع ركعات ؛ أكفك آخره». أخرجه الترمذي.
عن أبي هريرة؛ قال: قال: « لا يحافظ على صلاة الضحى إلا أواب». قال: « وهي صلاة الأوابين». أخرجه ابن خزيمة والحاكم.
أما الوصية الثالثة وهي صلاة الوتر فهي ذات فضل عظيم حتى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يدعها في حضر ولا سفر، وهذا دليل واضح على أهميتها. وصلاة الوتر هي سُنة مؤكدة ومُحببة إلى الله تعالى ورسوله. وهي ركعة من آخر الليل.
وقد وردت في فضلها أحاديث كثيرة، ومن المستحب أن نقرأ فيها سور خاصة
لحديث السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعة الأولى بـ {سبح اسم ربك الأعلى} وفي الثانية بـ {قل ياأيها الكافرون} وفي الثالثة بـ{قل هو الله أحد} والمعوذتين» أخرجه الترمذي.
ويُستحب كذلك في صلاة الوتر القنوت..
والقنوت له معان كثيرة: منها: دوام الطاعة، ومنها: الخشوع، ومنها: السكوت. ولكن المراد بالقنوت في الوتر أن يأتي بدعوات بعد الوتر، علمها النبي، صلى الله عليه وسلم، حسن بن علي حفيده وسبطه...
فقد روي عن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال: «علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في الوتر اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، إنك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذل من واليت، تباركت ربنا وتعاليت» أخرجه أبو داود.
فاللهم اجعلنا من منفذي نصائح الرسول الكريم ومن متبعي هديه ومن رفقائه في الفردوس الأعلى إن شاء الله.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire